الثلاثاء، 17 مارس 2020

أنقذوا المزارعين دفاعًا عن الوطن


بقلم: علي طه النوباني
وصَلتني الكثير من الصور والفيديوهات التي يتضح فيها حجم الخراب الذي لحق بالمَزارعِ والبيوتِ البلاستيكية في غور الأردنّ بسبب العاصفة والرياح الشديدة التي جاءت في الأسبوع الماضي. البيوت البلاستيكية انهارت على المزروعات، وبعضها طار لمسافات بعيدا عن موقعه، والمزروعات نفسُها تلفت.
أحدُ المزارعينَ قالَ لي أنّ خسائرهُ زادت على خمسين ألف دينار أردني، وأنَّه لم يَبع شيئًا في هذا الموسم ليعوضَ جزءًا مما دفعه، وقال إنَّ مسؤولين حكوميين قد زاروا المزارع، ووعدوا خيراً.
قد يظن البعض أن الحديث في هذا الموضوع يأتي في وقت غير مناسب بسبب فيروس كورونا، وما يُحدثه من تغييرات عالمية. والحقيقة أنني أعتقد أن هذا هو الوقتُ الأنسب للحديثِ في هذا الموضوع؛ فعالمنا يعيشُ على عَـتبةِ أزمةٍ اقتصادية خانقة، وتقلبات متوقعةٍ في الأسعار قد لا نستطيع تحمّلها. وخط الأمان الأول في مواجهة هذه التحديات المخيفة هو المحافظة على الزّراعةِ وَدَعمُ المزارعين، وعدم تركهم وحيدينَ يواجهونَ قسوةَ الطبيعة، وما يتراكمُ عليهم من ديون وتعقيداتٍ تَكادُ تُفقدهُم صَوابهم.
عندما ترتفع الأسعار في العالم لا يبقى سوى أرضنا المعطاءة التي منحت الحياة والمحبة والسمن والعسل منذ آلاف السنين، ومزارعنا الذي جبل التراب بعرقه وصبره، وتَحَمّلَ القروض وسوءَ الإدارة الحكومية، وتَجاهُل الناس، وقسوةَ الظروف.
لقد باتَ من الضَّروريِّ إطلاق حملة وطنية لدعم الزراعة والمزارعين، وتحتمل هذه الحملة الكثير من الأفكار والأساليب:
يمكن فتح باب التبرع لحساب بعينه يشرف عليه اتحاد المزارعين. ويمكن للحكومة أن تقدم دعماً أوليا للحساب البنكي.
يمكن اقتطاع مبلغ صغير من كل موظف لتعويض المزارعين عن خسائرهم.
ندافع عن مُزارعنا بتعويضهِ عن خَسائرهِ دونَ إِثقال كاهلِهِ بمزيدٍ من الديون، ومنحه الأولوية دائماً لأنه المنتج الأول، وخط الدفاع الأول إذا ما ادلهمَّتْ الخطوب، وتعقدت أحوال العالم.
إنني أقرع الجرس، وأناشد كلَّ ذوي الرأي من أصحاب القرار أن يهبوا لإنقاذ الزراعة والمزارعين، وإذا لم تفعلوا، فالأيام قادمة، وقد لا ينفع التفكر حينها والتدبر. 








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق