الاثنين، 9 يوليو 2018

الثقافة والسياسة


بقلم : علي طه النوباني


أحد وزراء الثقافة السابقين كان يقدم تعريفا غريبا للثقافة ، كان يرى أن الثقافة هي كل شيء ماعدا السياسة!
وعلى الرغم من نفور الكثيرين من المثقفين من هذا التعريف؛ إلا انه في واقع الحال مُكرَّس في الغالبية العظمى من المجلات والصحف والمنابر الثقافية العربية، حيث يجد المدقِّق فاصلاً صريحاً بين الثقافة والسياسة ، حتى لقد باتت الثقافة تهويماً في الفراغ أشبه بحالةٍ دونكيشوتية تبني الوهم على الوهم؛ لتنتج في النهاية مثقفاً هامشياً معزولاً تماماً وغير معني بمعظم مفردات الحياة من حوله.
والسؤال الذي يطرح نفسه إزاء هذه الرؤية العبثية للثقافة : هل يمكن فعلاً فصل السياسي عن الاقتصادي والاجتماعي والديني ... إلخ ...؟
هل يمكن تخيل شخص حزين ومكتئبٍ ، وكتابة قصيدة أو قصة عن آلامهِ وأحزانه دون تخيل القرار السياسي الذي يحدد موقعه الاجتماعي وحجم حصته من الألم والمأساة ... أو من الثروة والجاه ؟
هل يمكن النظر في مسائلنا المعلقة كمسألة الإرهاب التي تقتحم عالمنا رغماً عنا، وتُحدِّد موقفاً مسبقاً لدى الآخرين تجاهنا ،دون تداول السياسي إلى جوار الاقتصادي والاجتماعي وغيره، ودون مجاملةٍ أو خوفٍ أو مواربة .
وأخيرا وليس آخرا ً
هل يمكن للشاعر أو الروائي أو الفنان أن يبدأ يومه كائناً اجتماعياًٍ يتأثر بالسياسي والديني والاقتصادي وينهي يومه محلقاً مع أليس في بلاد العجائب نافياً علاقته بأزمة السير أو الفساد أو الفقر والبطالة والديون ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق