الاثنين، 9 يوليو 2018

الأطفال يضرسون





هكذا دائما
في الكوارث والمآسي نبكي على الأطفال الذين فقدوا دفء الأسرة وتاهوا في عالم الضياع .
شاهدنا جميعا النتائج الفاجعة لزلزال باكستان المدمر ، وشاهدت فيما شاهدت طفلة أخرجت من بين الأنقاض تعاني من كسور شديدة في قدميها ؛ ولا يشغلها الألم الشديد عن السؤال عن أمها وأبيها وأسرتها !
لقد صار واجباً علينا بعد هذا الانفجار المعلوماتي  الذي يكشف الأرض أمامنا كصفحة بيضاء ، وبعد ما شاهدناه وسمعنا عنه في تسونامي وبام وباكستان وغيرها ، أقول صار واجباً علينا أن نعرف أن هؤلاء الضحايا الكثر وهذا الكم الهائل من المأساة ليس أمرا حتميا لا يمكن الوقاية منه وتخفيف آثاره ، وبخاصة إذا ما تذكرنا الأموال الهائلة التي يتم إنفاقها على حروب غبية وأسلحة شريرة تحول كوكبنا الأزرق الجميل إلى قنبلة موقوتة .
إن جزءاً يسيراً من هذه الأموال الهائلة يمكن أن يسلح بيوت هؤلاء الأطفال ضد خطر الزلازل ، كما يمكن أن يقدم إشعاراً مبكراً بقدوم تسونامي ليحفظ لعشرات الألوف من الأطفال دفء أسرتهم ...
هكذا يصبح من حقنا أن نتساءل :
هل كان جورج بوش في يوم من الأيام طفلاً ؟
هل كان زعماء العالم في يوم من الأيام أطفالاً  ؟
هل كان هذا العدد الكبير من الجبابرة والسماسرة والنخاسين في يوم من الأيام أطفالاً ؟
لو كانوا أطفالاً في يوم من الأيام لعرفوا حتماً أنَّ عذابات الأطفال في كوارث الطبيعة والمآسي  التي يجلبها المجرمون والأفاقون ومجاعات العالم الثالث ينوء بحملها كوكبنا المتهالك تحت وطأة الجشع والنهم الآدمي الخبيث ، ولعرفوا أيضا بأنّ لعنة هؤلاء الأطفال ستطالهم إلى أبد الآبدين .
أواه أيتها الكرة الأرضية الرازحة تحت وطأة الجنون والفوضى ، إلى متى يحوّل الأشرار طاقتك الكامنة إلى أسلحة مصوبة نحو عيون الأطفال المشرقة ، وإلى متى تبقى أصوات الحق والخير والجمال مخنوقة وجبانة.
إلى متى يتربع قراصنة الموت وشياطين الدمار والخراب على عروش الأرض ، فيأكل المجرمون العنب ويضرس الأطفال ؟
لقد صار واجباً علينا أن نعرف بأن هذه الكوارث والمآسي يمكن التخفيف منها لو امتلك عالمنا الحد الأدنى من الضمير والعدالة وسخّر التكاليف الهائلة التي ينفقها في شرور الأنفس وسيئات الأعمال أو جزءا منها لمواجهة أخطار الطبيعة ومآسيها ...
إذن لنتذكر دائما  بأن عشرات الآلاف من البشر يموتون يوميا في الكوارث والمجاعات في حين تبدد ثروة الأرض في تجارة الأسلحة ومسالك الخراب .
ولنتذكر أيضا بأن أقلامنا يمكن لها أن تفعل شيئا من أجل السلام والمحبة في مقابل هذا الشر المستطير  .
فيا من تسخرون من دموع الأطفال التي تغرق كوكبنا  :  عليكم اللعنه ... عليكم اللعنة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق